This website uses cookies to ensure you get the best experience on our website.
To learn more about our privacy policy Cliquez iciيعاني العديد من الأفراد، سواء من الرياضيين أو من عامة الناس، من آلام في منطقة المرفق، وغالبًا ما يُشخّص هذا الألم على أنه ما يُعرف بـ"مرفق لاعب التنس" أو "التهاب اللقيمة الوحشية". وعلى الرغم من أن التسمية تشير إلى لاعبي التنس، فإن هذه الحالة تصيب كثيرين لا يمارسون هذه الرياضة، بل تنتج عن الاستخدام المتكرر والمفرط للعضلات التي ترتبط بمفصل المرفق، وغالبًا ما تظهر الأعراض عند أداء حركات معينة مثل رفع الأشياء أو حتى استخدام الفأرة في العمل لفترات طويلة.
يُعد علاج مرفق لاعب التنس أمرًا حيويًا لاستعادة القدرة على استخدام الذراع والمرفق بشكل طبيعي، كما أن التشخيص المبكر واتباع الطرق العلاجية المناسبة يمكن أن يقلل من فترة التعافي ويمنع تفاقم الحالة.
مرفق لاعب التنس هو حالة تنكسية تصيب الأوتار التي تربط عضلات الساعد بالعظمة الخارجية للمرفق. تحدث الإصابة عندما تتعرض هذه الأوتار لإجهاد متكرر يؤدي إلى تمزقات صغيرة، مما يسبب التهابًا وألمًا مستمرًا، خاصة عند محاولة رفع أو قبض الأشياء.
وعلى الرغم من أن هذه الحالة تُنسب إلى رياضة التنس، إلا أن أي نشاط يتطلب تكرار حركات الرسغ أو الذراع يمكن أن يؤدي إلى الإصابة، مثل النجارة، الكتابة المستمرة، استخدام أدوات معينة في المطبخ أو العمل في الزراعة.
تتضمن أعراض مرفق لاعب التنس ما يلي:
ألم أو حرقة في الجزء الخارجي من المرفق.
ضعف في قبضة اليد.
صعوبة في رفع الأشياء أو أداء الحركات البسيطة مثل فتح الباب أو المصافحة.
ازدياد الألم تدريجيًا مع مرور الوقت، خاصة عند استخدام الذراع المصابة.
قد يبدأ الألم خفيفًا لكنه يتطور ليصبح مزعجًا ومستمرًا إذا لم يُعالج بشكل مناسب.
السبب الرئيسي وراء مرفق لاعب التنس هو الإفراط في استخدام العضلات المرتبطة بالمرفق، خاصة عند القيام بحركات متكررة في المعصم والساعد. وتُعتبر الرياضات التي تعتمد على الذراع والأنشطة المهنية أو الحرفية التي تتطلب حركة متكررة من العوامل التي ترفع من خطر الإصابة.
من المثير للاهتمام أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عامًا هم الأكثر عرضة للإصابة، وذلك نتيجة لتراكم الإجهاد على الأوتار مع مرور الوقت.
يعتمد تشخيص مرفق لاعب التنس على التاريخ الطبي والفحص السريري. قد يسأل الطبيب عن طبيعة الأنشطة التي يقوم بها المريض، وعن طبيعة الألم ومتى يظهر. يتم إجراء اختبارات لتحريك المرفق والرسغ وملاحظة نقاط الألم.
وفي بعض الحالات، يمكن أن يطلب الطبيب إجراء صور شعاعية (X-Ray) أو رنين مغناطيسي (MRI) لاستبعاد أي مشاكل أخرى مثل التهاب المفاصل أو تلف الغضاريف.
هناك العديد من الأساليب التي تُستخدم في علاج مرفق لاعب التنس، ويعتمد اختيار الطريقة المثلى على شدة الحالة واستجابة الجسم للعلاج:
أولى خطوات العلاج هي الراحة وتقليل النشاطات التي تسبب الألم. التوقف عن استخدام الذراع المصابة في الأعمال الشاقة لفترة كافية يساعد على تقليل الالتهاب ويمنح الأوتار فرصة للتعافي.
يمكن استخدام الثلج لتقليل التورم والالتهاب. ينصح بوضع كيس ثلج على المرفق المصاب لمدة 15 إلى 20 دقيقة عدة مرات في اليوم، خاصة في الأيام الأولى بعد بدء الألم.
يمكن استخدام مسكنات الألم ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين لتخفيف الألم وتقليل الالتهاب، خاصة خلال المرحلة الحادة من الإصابة.
يُعد العلاج الفيزيائي من أهم طرق علاج مرفق لاعب التنس، إذ يساهم في تقوية العضلات المحيطة بالمرفق وتحسين مرونة الأوتار. يشمل العلاج الطبيعي تمارين إطالة وتقوية، بالإضافة إلى تقنيات مثل الموجات فوق الصوتية أو التحفيز الكهربائي.
يتم أحيانًا استخدام دعامات خاصة تُلف حول الساعد لتقليل الضغط على الأوتار المصابة. تساعد هذه الدعامات في تقليل الألم أثناء النشاط اليومي.
في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاجات التقليدية، قد يُوصى باستخدام حقن الكورتيزون لتقليل الالتهاب، أو حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) التي تُستخدم لتسريع عملية الشفاء عبر تحفيز تجديد الأنسجة.
نادراً ما يُلجأ إلى الجراحة، لكنها خيار أخير في حال فشل العلاجات الأخرى واستمرار الألم لفترة طويلة. تهدف العملية الجراحية إلى إزالة الأنسجة المتضررة وتحفيز نمو أوتار جديدة سليمة.
من الأفضل دائمًا الوقاية من الإصابة بدلًا من علاجها، ويمكن تقليل خطر الإصابة بمرفق لاعب التنس من خلال:
استخدام الأدوات المناسبة أثناء العمل أو التمرين.
أخذ فترات راحة منتظمة عند أداء حركات متكررة.
تقوية عضلات الذراع والساعد من خلال التمارين المنتظمة.
تحسين تقنيات اللعب أو الأداء الوظيفي لتقليل الضغط على المرفق.
إن علاج مرفق لاعب التنس يتطلب فهمًا دقيقًا لطبيعة الإصابة وأسبابها، واتباع خطة علاجية متكاملة تشمل الراحة، والعلاج الطبيعي، وربما التدخل الطبي في الحالات المستعصية. وبفضل التطورات في الطب الرياضي والعلاج الفيزيائي، أصبحت فرص الشفاء التام من هذه الحالة عالية جدًا، شرط الالتزام بتعليمات الطبيب وتجنب العودة المبكرة للنشاط البدني المكثف.
من خلال العناية الجيدة والوقاية، يمكن تجنب الإصابة أو تكرارها، مما يمنح الأفراد فرصة للاستمتاع بحياتهم اليومية ونشاطاتهم الرياضية دون ألم أو إزعاج.
commentaires